مركز المساعدة
مساعدة سريعة

الوحم من علامات الحمل المبكرة


الوحم من علامات الحمل المبكرة وتختلف شدة أعراض الوحم من مرأة إلى أخرى .. في السطور القادمة سوف نتناول كل الجوانب المتعلقة بأعراض الوحم من أقوال طبية وشائعات.

الوحم من علامات الحمل في الشهر الأول

الوحم  cravings عبارة عن جملة من أعراض الحمل المشهورة وشائع الحدوث في الشهور الأولى من الحمل ويصيب  تقريباً حوالي 70% من النساء الحوامل وقد يبدأ مبكراً خلال اسبوعين بعد حدوث الحمل ويستمر عادة حتى نهاية الشهر الثالث من الحمل ونادراً حتى نهاية الشهر الرابع.

أعراض الوحم

قد تواجه المرأة الحامل في الفترة الأولى من الحمل موجة من التغيرات النفسية والعصبية التي تصحب التغيرات الجسمانية كـ رد فعل طبيعي للتغيرات في المنظومة الهرمونية في جسم المرأة عند حدوث الحمل - ويختلف مستوى هذه التبدلات النفسية والعصبية والجسمانية وطول فترتها من مرأة إلى أخرى .. ويطلق عادة على هذه المجموعة من التبدلات والتغيرات النفسية والجسمانية  أعراض الوحم  أو الوحام .. وفيما يلي عرض لأهم هذه الأعراض :
  1.  الشعور بالغثيان والميل إلى التقيؤ 
  2. التعب والشعور بالاجهاد والرغبة في النوم
  3. صداع وقلق مع قلة الصبر.
  4. تغير حاسة التذوق فتكره مأكولات كانت تستسيغها وتحب مأكولات أخرى لم تكن لتحبها قبل الحمل !! بل وقد تشتهي أكلات أو مشروبات محددة دون سواها - مثل اشتهاء المرأة الحامل لفاكهة معينة فقط دون غيرها  وأخرى تشتهي فجأة " الجمبري "  وهناك ما هو أغرب ونادر - فبعض الحوامل قد تأكل الثلج أو الفحم أو الطين وأخريات تتمنى فاكهة الشتاء في الصيف أو العكس وأخرى تطلب تناول تفاصيل محددة في المأكولات  كـ عظم السبيط !!
  5. تغير في حاسة الشم فتشعر المرأة الحامل أنها لا تحتمل رائحة بعض الأطعمة وهي تُطهى مثل الدجاج أو اللحم .. أو رائحة العطور.
  6. أحياناُ قد يطرأ تغير على حاستي السمع والنظر.

قد يصاحب حدوث الحمل وفي الفترة الأولى بعض هذه الأعراض أو كلها وبمستويات تختلف من مرأة لأخرى  ولكنه في أغلب الحالات يكون عند مستوى خفيف بالإمكان السيطرة عليه بالأدوية العادية المعروفة .. مع العلم أنه من الطبيعي أن تظل بعض أعراض الوحم عند المستوى الخفيف حتى بعد تناول الأدوية - فالأدوية مهمتها أن تخفف الأعراض لكنها لن تزيلها كلها - فهناك دراسات حدثية تقول بأن الوحم له جانب إيجابي إن كان عند المستوى الخفيف - فحسب هذه الدراسات الوحم يعمل كآلية دفاعية للحامل والجنين في المرحلة الأولى من الحمل وهي مرحلة هامة -  مرحلة تكون الأعضاء -  حيث يحمي من تناول الكثير من العناصر الضارة الموجودة في بعض الأطعمة والتي قد تؤذي الحمل وسوف نتحدث عن هذا الجانب الإيجابي في النقطة القادمة عند الحديث عن أسباب اعراض الوحم.

وعلى أي حال الوحم سيتحسن كثيراً و يزول نهائيا بعد انتهاء الشهور الأربعة الأولى من الحمل كما ستبدأ الشهية بالعودة مرة أخرى لوضعها الطبيعي مع تحسنها أكثر وسيزداد الوزن.

لمزيد من المعلومات عن تغذية الحامل اقرأ : نوعية غذاء الأم الحامل اثناء فترة الحمل

أسباب اعراض الوحم

الأسباب العضوية للوحم إلى الآن غير معروفة فهي مجموعة من العوامل ولكنها لا تفسر أعراض الوحم على نحو دقيق وكامل - وإن كانت تعزى في نهاية الأمر إلى التغيرات الهرمونية واختلاف سكر الدّم عند حدوث الحمل - وأحد أهم هذه التغيرات هو  إفراز هرمون الحمل hcg الذي ينتجه الجسم بكميات متضاعفة بعد تعشيش البويضة في جدار الرحم  وهرمون الأستروجين الذي يسجل زيادة في بدايات الحمل ترهف حاسة الشم وتجعلها كثيرة التأثر بما تشمه لذلك تزداد حاسة الشم بقوة لدى النساء الحوامل اللائي لديهن معدلات أعلى من هرمون الأستروجين في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل إضافة لهرمونات البروجسترون progesterone  والذي من شأنه مع هرمون الأستروجين زيادة الحساسية للمنطقة المنشطة  للـ كمورابسابتورات  الواقعة في الدماغ - ويؤدي هذا إلى القدرة على  كشف الكمية القليلة من السموم الموجودة في الدم - بالتالي وعندما تكتشف هذه المنطقة في الدماغ وجود نسبة قليلة من السموم الموجودة في الدم تتحرك أحاسيس الغثيان والقيء على الفور !! .. وهذا هو الجانب الإيجابي للوحام الذي تحدثنا عنه في السطور السابقة.

إن التغيرات في هرمونات الأستروجين والبروجسترون والهرمونات الأخرى عند حدوث الحمل - يمكن النظر إليها على أنها ردود أفعال عصبية هرمونية يقوم بها جسم المرأة الحامل كسلاح ردع أو نظام دفاعي .. والباحث "مارجي بروفت" من جامعة كاليفورينا - باركلي - كان أول من لفت نظر الباحثين والوسط الطبي إلى هذا الموضوع في عام 1955م - فـقد رأى أن الوحم رحمةٍ إلهية - فهو آليّة هدفها حماية الجنين الذي ينشأ داخل جسم الإنسان بشكل معجز وأنه يحمي الجنين من السموم الطبيعية في الأغذية .. وحسب الإثباتات والاكتشافات فإن التي تتجنب بدافع الوحم تناولَ بعض الأغذية في فترات حساسة خلال الحمل تتمتع بحظّ عال لإنجاب مولود سليم.

ومن جانب آخر - تزداد حساسية الجنين ضد المواد الكيميائية خلال الأشهر الثلاثة الأولى للحمل نظرا لتكون الأعضاء فيه - وفي هذه الفترة يكون الضغط على نظام المناعة للأم كي لا يَرفُض الجنين - وذلك عبر إحداث تغيير حيوي وإعجازي حيث يلتصق الجنين بجدران الرحم التصاقا شبيهًا بانتشار جذور الشجرة في التربة .. وعلى الرغم من أن هذا الضغط على الجهاز المناعي للأم  قي صالح الطفل - إلا أنه قد يكون سلبيا للأم التي تصبح في هذه الحالة عُرضة للجراثيم المسببة للأمراض ولذلك يتحوّل جهاز الالتقاط في دماغ الأم إلى وضع حساس جداً كي لا تقبل الأم الحامل الأغذية الفاسدة والمحتوية على البكتيريا في الفترة التي يقع فيها الضغط على نظام المناعة.

وأثبت الباحث  باول شارمان بجامعة كورنال - هو وزملاؤه عام 2000م  بـ أدلة مقنعة أن للوحم دوراً هاماً لدى 80 % من النّساء الحوامل ... بحسب رأي شارمان وفريقه أن الحكمة من وراء الحساسية المفرطة للجسم البيولوجي نحو أغذية معينة هو حماية الأم وجنينها معًا من السموم الطبيعية المحتمل وجودها في الأغذية - وكذلك من الموتاجينات (المواد المضرة التي تتسبب في طفرات وراثية) - وأن الشعور بالغثيان والتقيؤ ( أو الوحم ) في بدايات الحمل يمنع الأم من تناول الخُضر والأغذية المحتمل احتواؤها على مخاطر السموم ! .. وهكذا يظل الطفل البريء في ظلّ الرحمة والعناية الإلهية عند نموه - وهو بالظبط نفس ما يحدث بتوجيه إلهي لكثير من الحيوانات المحرومة من العقل والعلم عندما تبحث عن أغذية معينة.

وخلاصة القول - التغيرات الهرمونية إجمالاً قد ينتج عنها تغيرات في الحواس كالتذوق والشم  بالإضافة إلى ارتفاع الحموضة بالمعدة والإرهاق وغيرها من العوامل - كما أن جسم المرأة في الحمل لأول مرة يكون أقل استعداداً لزيادة الهرمون والتغيرات الأخرى عن جسم المرأة التي سبق لها الحمل - ومن الناحية النفسية والعصبية فالحوامل للمرة الأولى أكثر عرضة للقلق والخوف الذي يسبب اضطرابات قد تصل من فرط حساسية المرأة إلى الشعور بتغيرات في حاستي السمع والنظر - بعكس اللواتي سبق لهن الحمل.

الشائعات حول الوحم وتأثيره على الجنين

تختلف اعراض الوحام أيضاُ بحسب ثقافة كل منطقة فالعادات والتقاليد قد تلعب دوراً في شكل الأعراض - وأهم تأثير للعادات وثقافة المنطقة هو الاعتقاد الشائع من أن الأم إذا لم تتناول مثلاً نوع معين من الطعام تشتهيه فإن ذلك سيؤثر في الجنين فهذا الاعتقاد لا أساس له من الصحة ولا يوجد ضرر مباشر على صحة الجنين أثناء الحمل أو بعد الحمل.

علاج الوحم وتخفيف شدته

ذكرنا في السطور السابقة أن الوحم طالما عند مستواه الطبيعي الخفيف فلا ضرر منه - بل أنه وحسب الدراسات الحديثة له جانب ايجابي مفيد .. لكن هل هناك مشكلة إذا كانت أعراض الوحم شديدة ؟

طالما أن الوحم لم يصل إلى مرحلة يسبب معها اضطراب الأملاح والشوارد في الدم و الجفاف فإنه لن يضر الحمل بإذن الله - لأن
الجنين في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل لا يكون بحاجة إلى الكثير من الغذاء فهو في مرحلة تشكيل الأعضاء وليس كسب الوزن.

لمزيد من المعلومات عن مراحل نمو الجنين اقرأ " مراحل نمو الجنين خلال 9 شهور "

  • نصائح للمرأة الحامل للتخفيف من أعراض الوحم
  1. تناول وجبات صغيرة ولكن متكررة ولو على شكل ملاعق أو لقيمات قليلة.
  2. تناول الكثير من الماء على شكل رشفات فقط ولكن متكررة طوال النهار
  3. تفادي الروائح والعطور بقدر الإمكان وخاصة التي تثير لديها شعورا بالغثيان كرائحة العطور العادية أو الدخان أو غيرها.
  4. تناول الزنجبيل بعد نقعه وتحضيره مثل الشاي - فهو يفيد كثيرا في تخفيف الغثيان.

إذا كان القيئ شديد ولا تستطيع المرأة الحامل الأكل وعندما تأكل شيئا بسيطا أو مجرد كوب ماء فإنها تتقيأ :
هنا يجب إستشارة طبيب وقد ينصحها بتناول دواء من الأدوية المعروفة والتي يمكنها السيطرة على هذه الحالة أو تخفيفها مثل تناول حبوب الفيتامين ب6 معيار 50 ملجرام بمعدل حبتين يومياً فهو مفيد جدا في تخفيف الوحم ( هذه معلومة بغرض الإرشاد فقط ولا يجب تناول أي دواء بدون اشراف طبي ) .. وإن لم تفد هذه الإجراءات السابقة  فقد يلزم  إجراء بعض التحاليل للدم والأملاح  مع إعطاء السوائل الوريدية.

يُنصح أيضاً في مثل هذه الحالات الشديدة للغثيان والقيئ  بعمل تحليل للغدة الدرقية ووظائف الكبد - فـبعض الحالات التي لا تستجيب على العلاج قد يكون هنالك خلل في هرمون الغدة الدرقية أو وظائف الكبد لا قدر الله.

اقرأ أيضاً عن علامات الحمل المبكرة والأكيدة من بداية الحمل - في شكل جدول 
لمزيد من المعلومات  اقرأ موضوع حول حدوث الحمل وتشخيصه 

فريق العمل

: يمكنك المشاركة بتعليق وبدء النقاش من هنا